كفتة السليماني.. أكلة المناسبات السعيدة

Tuesday, December 1, 2009


تشتهر مدينة السليمانية، وتتميز عن سواها من مدن إقليم كردستان العراق، بكثرة مطاعمها المتخصصة بتقديم وجبات شهية من الأكلات الشعبية التي يزخر بها المطبخ الكردي، وعلى رأسها «كفتة السليماني» التي يحتاج تحضيرها إلى كثير من الوقت والجهد، وإلى العديد من المستلزمات والمواد؛ لذلك فإن سكان المدينة عندما يشتهون الكفتة وغيرها من الأكلات الشعبية المُكلِّفة، أو يحل عليهم ضيوف أعزاء يلجأون إلى المطاعم التي تتخصص في تقديم صنف أو اثنين من تلك الأكلات الشهية التي غالباً ما تجذبك رائحتها التي لا تقاوم من مسافات بعيدة، خصوصاً عندما تكون جائعاً ساعة الظهيرة.

وفي الغالب يقبل سكان السليمانية على تناول الكفتة الشهيرة ذات الأحجام الكبيرة في المناسبات السعيدة.

أما طريقة تحضير «كفتة السليماني»، التي يساوي حجم الواحدة منها حجم ثمرة السندي تقريباً، فمعقدة بعض الشيء، إذ يتم أولاً تهيئة غلافها الذي هو عبارة عن خليط متجانس من الأرز الكردي المحلي والبرغل المجروشين، والذي ينقع في الماء لعدة ساعات حتى تصبح حباته الصغيرة ناعمة، ثم يصفَّى من الماء، ويوضع في الهاون مع كمية من اللحم المثروم، ومواصلة طرق الخليط بمقبض الهاون النحاسي الثقيل حتى يغدو كما العجينة المتماسكة، وبعد ذلك يجري تحضير الخليط الذي يوضع في الكفتة، عبر مزج كمية من اللحم المثروم مع الثوم وقليل من البصل والتوابل الخاصة واللوز المقشر والكشمش، إضافة إلى الملح والحامض، وحمس الخليط على حدة في الزيت أو الدهن، قبل حشوه عبر ثقوب صغيرة في كرات مجوفة وكبيرة الحجم، تصنع من العجين المحضر، ثم يتم غلق الثقوب، وبموازاة ذلك، يتم طبخ مرق أصفر من الحمص واللحم الضاني والدهن الحر ذي النكهة الخارقة في قدر منفصل، وتضاف إليها التوابل وحبات من «ليمون البصرة» المجفف ذات الطعم الحامضي الرائع الذي يعطي للمرق مذاقاً حامضياً لا يقاوم، وبعد أن يستوي المرق، تضاف إليه كرات الكفتة ليعاد غليها من جديد لنصف ساعة تقريباً على نار هادئة قبل أن تقدم كوجبة متكاملة مع الأرز والمقبلات.

ولا تكتمل زيارة الضيوف والسياح للسليمانية إلا بتناول وجبة شهية من «كفتة السليماني»، واقتناء بعض أصناف المكسرات اللذيذة التي لها سوق خاص في قلب المدينة يدعى سوق القيصرية، والذي يعج بأصناف مختلفة من المكسرات المصنعة محلياً، التي يكثر إقبال الزبائن عليها في فصل الشتاء تحديداً، نظراً لكونها غنية بالسعرات الحرارية التي يحتاج إليها جسم الإنسان في هذا الموسم قارس البرودة في عموم أرجاء كردستان.

ويأتي «السجوق» في مقدمة المكسرات التي يتفنن أصحاب محلات البيع في طرق عرضها، بحيث ترغمك على اقتناء أصناف منها بلا تردد.

والسجوق عبارة عن حبات الجوز المغلفة بحلوى لذيذة داكنة اللون وسميكة وناعمة.

ويتم تحضير السجوق برص حبات مقشرة من الجوز الذي يكثر في مناطق هورامان الجبلية التابعة لمحافظة السليمانية والواقعة في أقصى الشمال الشرقي من كردستان، في خيوط بطول متر واحد أو أكثر بقليل، ثم وضعها في قوالب أنبوبية الشكل، قبل غمسها في الحلوى التي تحضر من صلصة التمور المعروفة عراقياً بـ «الدبس»، ومن ثم تترك القوالب المغموسة في الحلوى تحت أشعة الشمس اللاهبة في الصيف حتى تجف قبل نقلها إلى السوق الذي يعج بأصناف لذيذة أخرى من المكسرات الكردية كالبتوم وخبز القيسي ومنّ السماء المطعم باللوز، والباسوق والفستق المغمس في العسل المصفى، واللقم المطعم بالفستق واللوز، والتين المجفف والزبيب، وغيرها من أشهى أصناف المكسرات الكردية الشهيرة.


...

0 comments:

Post a Comment

 
 
 

ADS

Ads

ADS