هونج كونج - قال خبراء اليوم الثلاثاء ان مادة الميلامين الكيميائية التي لوثت حليبا للرضع وأصابت الاف الاطفال الصينيين بالمرض تستخدم كمبيد حشري زراعي في الصين وربما كانت جزءا من السلسلة الغذائية الخاصة بنا لوقت طويل
وقال تشان كينج مينج استاذ مساعد الكيمياء الحيوية بالجامعة الصينية ان مادة السيرومازين المشتقة من الميلامين يشيع استخدامها في الصين كمبيد حشري.
وأضاف تشان "تمتصها النباتات في صورة ميلامين... بالطبع هي موجودة بالفعل في سلسلتنا الغذائية وفي علف الحيوانات." ومضى يقول في مقابلة "بالتالي هي ليست موجودة في منتجات الالبان فحسب بل أيضا في المنتجات الزراعية وعلف الحيوانات وغذاء الاسماك." وتبين بالبحث على شبكة الانترنت عن موردين صينيين للمبيدات الحشرية من مادة السيرومازين وجود عدد كبير منهم.
لكن خبراء قالوا انهم غير متأكدين ما الذي يمثله هذا على صحة الانسان او الاشخاص الذين تعرضوا لهذه المادة الكيميائية على المدى الطويل ولو بكميات صغيرة للغاية في كل مرة.
ومن الاف الاطفال الصينيين الذين أصيبوا بحصوات في الكلى هناك80 في المئة تقل أعمارهم عن عامين وقد كانوا يعتمدون بشكل كامل تقريبا على الحليب الملوث في غذائهم.
ولم تجر دراسات حتى الان عن الضرر الذي يمكن أن يسببه الميلامين للبشر.
وقال بيتر يو استاذ مساعد علم الاحياء التطبيقي والتكنولوجيا الكيميائية في جامعة هونج كونج التقنية "ما نعرفه هو أن الميلامين يسبب حصوات الكلى ومشاكل في الكلى." وأضاف "لكننا لا نعلم ان كانت له اثار سيئة أخرى على المدى الطويل. انها مكونات يجب الا توجد في الطعام." وقال خبراء اخرون انه في حين يمكن ازالة حصوات الكلى بسهولة فان ما يثير قلقا اكبر هو أن تلحق أضرار بالكلى او أن يصاب الشخص بفشل كلوي حين يبدأ الميلامين في التبلور ويسد أنابيب الكلى الصغيرة التي تنقي الدم.
وظهر الميلامين للمرة الاولى العام الماضي في طعام صيني للحيوانات الاليفة جرى تصديره الى الولايات المتحدة حيث أصيبت اعداد كبيرة من القطط والكلاب بفشل كلوي حاد ونفقت.
لكن في تقرير نشر في مايو ايار2007 قالت ادارة الغذاء والدواء الامريكية ان تحقيقاتها وجدت أن استهلاك "لحم الخنزير والدجاج والاسماك والبيض من حيوانات تم اطعامها أعلافا حيوانية ملوثة بالميلامين دون قصد... من المستبعد بشدة أن تمثل خطرا على صحة الانسان." وقال دانييل تشان استاذ المسالك البولية بجامعة هونج كونج مستشهدا بدراسات أخرى ان "نتائج التحاليل التي أعقبت حادثة طعام الحيوانات الاليفة عام 2007 تشير الى أن مستوى التلوث في سلسلة غذائنا منخفض وبالتالي يستبعد أن تكون له اثار سيئة على البشر." ووضعت هونج كونج حدا للميلامين في الغذاء اليوم حيث حددته بنسبة لا تزيد عن 5 ر2 ملليجرام في الكيلوجرام الواحد فيما يجب الا يتجاوز الميلامين الموجود في غذاء الاطفال الذين تقل أعمارهم عن ثلاثة أعوام والامهات الحوامل والمرضعات عن ملليجرام واحد في الكيلوجرام.
ومن الممكن أن يحكم بالسجن على المخالفين لمدة تصل الى ستة أشهر وغرامة تصل الى50 الف دولار هونج كونج "6410 دولار امريكي".
لكن خبراء انتقدوا هذه الحدود.
وقال يو "هذا الحد الخاص بملليجرام واحد مجحف. مثل الكثير من مسببات السرطان تخفض الحدود باستمرار. ربما يكون ملليجرام واحد غير ضار لكنه ليس جيدا على المدى الطويل. يجب أن يحظر. يجب الا يسمح به.
رويترز
0 comments:
Post a Comment