الكليجا القصيمية.. احدى رموز الضيافة.. وهدايا العروس!

Tuesday, December 1, 2009


تشتهر منطقة القصيم ومدينة بريدة بالذات بخبزة او فطيرة (الكليجاء) واحتفظت نساء المنطقة بسر الخلطة او الحشوة العجيبة وبالمقادير الموزونة والموزعة بين العسل.. والدبس - والقرفة - الليمون الاسود. ودهون الجمال المذابة.. حتى النقشة الخارجية ولمعة البيض التي تدهن بها في احدى مراحل الاستواء.
سألنا بعض اهل الخبرة الى اي الانواع تصنف فوجدناهم مثلنا حائرين. هل هي من انواع الخبز - ام من الفطائر - ام من الحلويات.. وفي الاخير اتفقنا معهم على انها خبزة تجمع كل هذه الاصناف وهذه الاسماء. وبالتالي فهي نوع مختلف اسمه كليجاء القصيم.. و(بس).
في بريدة كليجاء تختص بها.. وفي عنيزة كليجاء اخرى تختلف قليلاً. وظلت صناعتها محصورة بين النساء القصيميات حتى عهد قريب عندما فكر احد اصحاب المخابز بجلب عمالة من الخارج وقام بتدريبهم من قبل احدى النساء المشهورات بصناعتها فكانت هذه العمالة هي البذرة الاولى لتسليم زمام صناعتها الى الرجال.
وهي الان تصنع بمختلف انحاءالمملكة وفي بعض دول الخليج بشكل تجاري. وبايدي الرجال. المدربين - ومع هذا لا يزال هناك ما يعرف بالكليجاء المنزلية التي تصنع في البيوت في المنطقة وبأيدي بعض النساء اللاتي لازلن يحتفظن بهذه المهنة. ولا تزال الكليجاء المنزلية تباع بضعف اسعار الاخرى التي تصنع في المخابز.
اما لماذا فلأن النساء اثر اتقاناً لاعدادها.. ويحرصن على استخدام المكونات الرئيسة لها. ويوجد في المنطقة نساء مشهورات بتصنيع الكليجاء القصيمية لهن زبائنهن الذين يذهبون اليهن في منازلهن.
ويؤكدون ان هناك اختلافات في المكونات وفي المذاق والطراوة - والهشاشة - وفترة البقاء.
من جانبهم فان اصحاب المخابز يؤكدون انهم استغنوا عن بعض المكونات المضرة بالصحة. او استبدلوها بمكونات اخرى لها نفس المذاق ويستشهدون بشحوم الابل المذابة او ما يعرف ب (الودك) والذي استبدلوه بزيوت صحية لا تسبب امراضا.
يؤكدون ايضا ان الكليجاء المنتجة في منطقة القصيم هي الافضل وتصنع حالياً بثلاثة احجام كبيرة ووسط وصغيرة - تصدر الى دول مجاورة وتوزع في انحاء المملكة. وكل منطقة تفضل حجما معينا.
وفي القصيم تعد الكليجاء احدى رموز الضيافة الشهيرة وكانت ولا تزال ضمن الهدايا التي تجهز بها العروس عندما تنقل الى بيت زوجها.. وتقدم للضيوف والزوار في المناسبات وفي الاعياد. ويعدها ابناء المنطقة من الهدايا الغالية التي ترسل للاهل والاصدقاء خارج المنطقة.. الا ان ابناء المنطقة يحرصون او يفضلون ان تكون الكليجاء الاصل وهي الكليجاء المنزلية التي تصنعها ايادي نساء المنطقة بالطرق التقليدية.
خبراء التغذية يؤكدون ان قرص الكليجاء مستوف لجميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم.. وبالتالي فهو يعد وجبة غذائية متكاملة.
ولما كانت الكليجاء تصمد في مدة صلاحيتها لعدة اشهر في مختلف الظروف الجوية. دون ان تتعفن او تفقد شيئاً من عناصرها. ولا تحتاج الى تخزين محدد كانت طعام المسافرين..
ويذكر لنا احد كبار السن.. ممن رافقوا احدى قوافل عقيل التي تسير من القصيم - الى الشام وبلدان اخري يذكر كيف كان قائد القافلة يجمع الرجال بعيد صلاة الفجر.. لحظة انطلاق القافلة ليعطي كل واحد منهم عددا من اقراص الكليجاء.. يقتاتون بها الى المساء..
ويذكر قصة اخرى يوم ان خشي القائد ان يتأخر وصول القافلة التي تحمل بضائع العيد عن اليوم المحدد بسبب ما اصاب الجمال من تعب وارهاق وهي تنأى باحمالها.. وعندما ادرك انها غير مقتدرة على مواصلة السير.. استنجد بعزائم الرجال الذين ربط كل واحد منهم بطنه بالحبال واستغنى عن حصته من الغذاء.. لتقدم الكليجاء للجمال التي ما لبثت ان استعادت نشاطها.. ونهضت لتسابق يوم العيد.. وتصل اسواق بريدة قبل العيد بيوم.. وهو اليوم الذي يكفي لتوزيع وبيع البضائع.
كليجاء القصيم التي قيل عنها.. بانها هدايا الملوك.. وكفوف الحسناوات.. اختلف البعض في سبب التسمية.
وعندما اوردت في تحقيق سابق تلك القصة الطريفة التي لم نؤكدها.. وانما اوردناها لطرافتها.. والتي قيل ان عروسا.. كانت تستحث شقيقتها لحظة ما قمن بتطبيق المعايير التي احضرت لهن من تركيا.. وذلك عندما قدم اليهن من قام باحضار المقادير.. وتقول لها.. (أكلي... جاء).. ثم دمجت أكليجا..
الا ان زميلنا القدير عبدالعزيز الذكير عقب على الموضوع بطريقة مؤدبة ومهذبة جدا. وهي الاقرب الى الحقيقة والواقع.. عندما قال: بان كليجاء مأخوذة من كلمة كليشة.. وكليشة كلمة تركية ولعل المقصود بها الاداة الخشبية ذات النقوش المعروفة التي تطبع بها الكليجاء وتعطيها شكلها المعروف.



سعود المطيري

0 comments:

Post a Comment

 
 
 

ADS

Ads

ADS