الزيتون اللبناني الأسود

Monday, March 2, 2009


خلال الايام الماضية قام أحد المواطنين السعوديين بالبحث عن زيتون لبناني اسود في أسواق الرياض من دون جدوى. بعضهم قال له ان موسم الزيتون هذه السنة ضعيف، وآخر علل اختفاء الزيتون اللبناني بسبب انشغال اللبنانيين برقمي 8 و14، وثالث وضع اللوم على حرب غزة، وكأن الحرب انطلقت من الاراضي اللبنانية. حاول البائع اقناع الزبون السعودي بزيتون سوري، قائلا له جربه انه لا يختلف عن اللبناني، واضاف، الفرق يا سيدي بين الزيتون اللبناني وشقيقه السوري مثل الفرق بين الأكل الباكستاني والهندي، القصة اختلاف في طريقة العرض والتعليب. لكن الزبون كان لبناني الزيتون ورفض العرض.

قرر صاحبنا الذهاب الى «شارع الموالح»، وهو شارع في شمال الرياض اشتهر ببيع «الموالح» الشامية، زيت وزيتون وأجبان بيض وزعتر وهندباء، وخلافه. وبعد جولة طويلة بين المحال اكتشف صاحبنا ان كل أنواع الزيتون السوري والفلسطيني والاردني موجودة، باستثناء اللبناني، فتسربت الى ذهنه نظرية المؤامرة، فمعظم البائعين في هذه المحال سوريون وفلسطينيون، وكلهم يمتدحون الزيتون السوري والفلسطيني والاردني، ويقللون من شأن الزيتون اللبناني.
بقي محل واحد، فقرر صاحبنا ان يحسم أمره عنده، فإما ان يجد اللبناني او يتوكل على الله ويستبدله بالسوري. دخل الى المحل ووجد ان البائع سوري. فقال في نفسه يبدو انه لا مناص من زيتون الممانعة. سأل البائع، عندك زيتون لبناني؟ فرد البائع: «حدا يلاقي زيتون سوري ويشتري لبناني»، وزاد: لا تنبهر بلمعان اللبناني، الزيتون السوري أفضل، صحيح انه مش مرتب، ودبش شويتين، لكن حجمه أكبر، وحبة زيتون سورية تساوي كمشة من الزيتون اللبناني. واستمر يسرد فضائل السوري على اللبناني، حتى انتقل من الزيتون الى السياسة، واختلطت في حديثه صفات البشر مع وصف الزيتون، ثم جلس البائع السوري وقال: بدي أقلك شغلة يمكن انت مابتعرفها، الزيتون اللبناني صار في السنوات الاخيرة حامض ونكد، منشان هيك الحكومة اللبنانية استعانت بقوات «يونيفيل» لتحسن أوضاع الزيتون اللبناني في الجنوب، لأنه مش قادر يضاين، ومستقبله صار في خطر، وعملوا مشروع اسمه ضمان الزيتون. هلأ حا تسألني ضمانة من شو، هن بيقولوا من الحموضة، لكن، اللي باعرفه ان حموضة الزيتون اللبناني ما راح تتغير إلا إذا استبدال اللبنانيون غرسة الزيتون بغرسة سورية».

الحياة

0 comments:

Post a Comment

 
 
 

ADS

Ads

ADS