* أصبت بارتفاع نسبة الكولسترول، على الرغم من أنني نباتية، ولا أتناول اللحوم بجميع أشكالها، فما السبب؟
نهى عبد الرحمن ـ الدمام - النباتيون الحريصون جدا، أي الذين لا يتناولون حتى البيض أو مشتقات الألبان، عرضة لارتفاع الكولسترول.
وهنا يجب أن أوضح أمرين مهمين جدا:
الأول: معلوم أن النباتات كلها والمنتجات النباتية كلها لا تحتوي أي كمية من الكولسترول. وأن المصادر الوحيدة للكولسترول هي المنتجات الحيوانية والبحرية، من لحوم وأسماك وبيض وألبان وغيرها. ولذا فإن كل الفواكه والخضروات والحبوب والبقول والمكسرات، مثل الفستق أو اللوز أو الجوز أو غيرها، والزيوت النباتية، مثل زيت الزيتون أو الأرقان أو النخيل أو الذرة أو جوز الهند أو غيرها، كلها لا تحتوي أي كولسترول.
الثاني: أن 80 في المائة من الكولسترول الذي يوجد في جسم الإنسان ليس مصدره المنتجات الغذائية الحيوانية أو البحرية، التي نتناولها، بل إن هذه النسبة منه تأتي مما ينتجه الكبد يوميا، وخاصة في الليل.
وما يثير الكبد ويزيد من إنتاجه للكولسترول، أمران رئيسيان. الأول هو الجينات الوراثية، والثاني تناول الدهون المشبعة، وتناول الدهون المتحولة. ويظهر دور الجينات واضحا في إصابة الشخص وأقاربه بارتفاع الكولسترول نفسه.
كما أن تناول المرء للدهون المشبعة، أي الدهون الموجودة في الشحوم الحيوانية ومشتقات الألبان، يعمل على تنشيط إنتاج الكبد للكولسترول. ولا توجد الدهون المشبعة في المنتجات النباتية بنسب عالية، إلا في زيت النخيل وزيت جوز الهند. أما الزيوت النباتية الأخرى فلا تحتويها. وكذلك البيض فإنه لا يحتوي دهونا مشبعة. ولذا فإن من يتناول البيض المسلوق لا ترتفع لديه نسبة الكولسترول، بالرغم من احتواء البيض على كولسترول. والسبب معقد، لكن ببساطة لا يمكن للأمعاء امتصاص الكولسترول الغذائي إلا بوجود دهون مشبعة، كما أن ثمة عدة مركبات في البيض تمنع الأمعاء من امتصاص الكولسترول.
المشكلة هي في تناول الدهون المتحولة، أي الموجودة في الزيوت النباتية المهدرجة كما في زيوت القلي وغيره، لأنها ترفع من إنتاج الكبد للكولسترول.
* العطش والسكري
* أصبت بمرض السكري منذ عامين وأتناول العلاج يوميا، لكنى أعاني من العطش. هل يعني ذلك أن السكر غير منضبط أو أن العلاج غير كاف؟
خيرية سليم ـ القاهرة - الشعور بالعطش الشديد قد يكون أحد أعراض عدم انضباط تعامل أعضاء الجسم مع السكري، أي نتيجة لارتفاع نسبة السكر في الدم. والسبب أن ارتفاع نسبة السكر في الدم يعني ارتفاع كمية السكر، التي تصل إلى عمليات التصفية والتنقية، التي تجري طبيعيا في الكلى. وعادة ما تحاول الكلى جهدها في منع تسرب السكر مع سائل البول الخارج من الكلى، نتيجة عملية تصفية الدم، لكن قدرتها محدودة حال ارتفاع نسبة السكر في الدم. وهو الأمر الذي يؤدي إلى وجود كميات عالية من السكر في البول. ولأسباب فسيولوجية معقدة، لا تستطيع الكلى السماح للبول بالخروج منها حال تشبعه بالسكر، إلا مع إفراز كميات عالية من الماء. أي بعبارة أكثر شعبية، لا تستطيع الكلى السماح بإخراج بول «ذى حلاوة زائدة في الطعم». وهو ما يعني تلقائيا خسارة كميات من الماء مع البول. ولذا يلاحظ مريض السكري، أن زيادة كميات البول يعقبها حصول زيادة الشعور بالعطش، والرغبة في شرب الماء. وذلك لتعويض النقص في ماء الجسم.
لكن هذا ليس وحده سبب شعور البعض، وحتى من مرضى السكري، بالعطش، بل ثمة أسباب أخرى. ولعل من أهمها وجود جفاف ونقص في كمية الماء بالجسم، بما لا علاقة له باضطرابات نسبة سكر الدم، كما يحدث عند ارتفاع حرارة الطقس أو حال بذل المجهود البدني، أو قلة شرب الماء، أو ربما اضطرابات هرمونية عدة. وقد يكون الأمر لا علاقة له أيضا بنقص كمية الماء في الجسم، بل ربما نتيجة لزيادة تناول المأكولات المالحة، أو للرغبة الطاغية في تكرار شرب الماء، أي كنوع من الوسواس القهري.
ولذا تختلف وسيلة العلاج، أو العمل على التغلب على الشعور بالعطش في كل هذه الحالات. وحينما يكون السبب هو اضطرابات نسبة سكر الدم، فإن العلاج موجه نحو ضبط نسبة السكر في الدم بالدرجة الأولى، لأن تحقيق ذلك يزيل المشكلة برمتها. وحينما تكون ثمة اضطرابات في إفراز هرمونات معينة من الدماغ، معنية بالعطش وشرب الماء، فإن الحل هو قطع تناول الماء حتى تعتدل آلية إفراز هذا الهرمون من الدماغ. أما حال كثرة شرب الماء بصفة قهرية، مع عدم تسبب ذلك بأي اضطرابات في كيمياء الدم، فإن الأمر يترك للإنسان دونما تدخل طبيد. حسن محمد صندقجي
0 comments:
Post a Comment